فارس عطاالله, الطالب المغرم بالحياة في مقتبلها , انتهى به المطاف قبل الأوان. ألفى نفسه مجتثا من مجتمعه, منبوذا في قبو بائس , بعد أن طحنته قسوة أبيه و خيانة حبيبته, و سحقته مشاعر الدونية و الهوان , فغرق بعدها في نهر من الذكريات . الشاب الذي تظنه قد سلم بالهزيمة كان ذا مخالب و أنياب , فالقط المحصور في الزاوية أكثر شراسة من ضبع البراري , لكنه كلما قرر الانتقام لم ينتقم إلا من نفسه , فمزق روحه شر ممزق , و انكفأ عليها يستلذ لعق دمها , و يذرف من قلمه حبرا أسود على جثتها ...