

كنا نعرف أننا سنكون موضوع كتاب. لم يكن الزمن يعنينا، فالزمان عندنا ممتد لا نهائي، لم يكن يعنينا من سيؤلف الكتاب، فجميع الأشخاص من منظورنا واحد، إن هي أدوار مختلفة يوزعها المخرج، ونحن نثق في مطلق حكمته. لم يكن يعنينا مضمون الكتاب، فنحن نعرف أن وجهة النظر إلى الشيء هي التي تصنع الشيء، ووجهات النظر متعددة تعدد أنفاس الخلائق. ما كان يسعدنا هو اجتماعنا معا بين دفتي كتاب. فمشاغل الحياة الأخرى كثيرة ومتنوعة أيضا، ونحن، وإن كنا نلتقي ونتحاور أحيانا، تمر علينا فترات نشتاق فيها إلى بعضنا البعض.
لم أتوقع، صباح يوم، أواسط خريف 2011، أنّي ذاهبٌ إلى سماع أطول جملة غير مكتملة سمعتها في حياتي ولا توقعت أن تكون هذه الجملة مثقوبة ثقبا واسعا سيسدها والخطيب يخطب ما يحضرني من مقاطع ذكرياتي و ...