كنا نعرف أننا سنكون موضوع كتاب. لم يكن الزمن يعنينا، فالزمان عندنا ممتد لا نهائي، لم يكن يعنينا من سيؤلف الكتاب، فجميع الأشخاص من منظورنا واحد، إن هي أدوار مختلفة يوزعها المخرج، ونحن نثق في مطلق حكمته. لم يكن يعنينا مضمون الكتاب، فنحن نعرف أن وجهة النظر إلى الشيء هي التي تصنع الشيء، ووجهات النظر متعددة تعدد أنفاس الخلائق. ما كان يسعدنا هو اجتماعنا معا بين دفتي كتاب. فمشاغل الحياة الأخرى كثيرة ومتنوعة أيضا، ونحن، وإن كنا نلتقي ونتحاور أحيانا، تمر علينا فترات نشتاق فيها إلى بعضنا البعض.
يسلط الضوء على ما قمت به الصهيونية من أنشطة حوّلت بها أغلب يهود تونس إلى صهاينة من خلال متابعة الوثائق المكتوبة في هذه المرحلة، متابعة علمية شاملة.