يبدو الكتاب وللوهلة الاولى بحثا أكاديميا في تاريخ الحركة الوطنية أو كتابا في التاريخ او تاريخ السلطة في دولة الاستقلال ولكن عند التمحّص والقراءة يتبيّن أنه اقرب الى الرواية او الى علم النفس السياسي منه إلى دولة التخصصات الاكاديمية الاخرى. في 255 صفحة طرح الكاتب رؤية خاصة حول اشكاليات الواقع السياسي التونسي انطلقت من ملاحظات وتفاصيل تاريخية واستنتاجات لإشكالية شديدة التعقيد واقعيّا ونفسيّا عند جزء كبير من التونسيين منذ الثلث الاول من القرن العشرين، وقد صارت تنذر بانهيار الدولة في حال استمرارها وهي اشكالية التعامل مع مفهوم “الدساترة” و”الدستوريين” خاصة رمزها الزعيم الحبيب بورقيبة حتى أصبحت أشبه بالمتلازمة .