لماذا تنتهي حكاياتنا دائماً إلى سقوط؟ لماذا لم يكن يسمع غنائي أحدٌ غيري ؟ ونشيدي ، لماذا لم يكن يرقص إلا روحي ؟ لماذا كنت أصر على الهذيان ؟ لمن كنت اكتب إذن ؟ للوطن المذبوح من كل الجهات بأيدي ابنائه ؟! للبلد الرهينة في خزائن التجار المرابين لا يشبعون من نهش لحمه ولا يكتفون ؟! لإمرأة ثملة تضجع وتعري طينها وقد تشقق وكسته الطحالب وسكنته الديدان والحشرات أسمع صدى دبيبها فيه وهي عنها غافلة؟! لكل تلك الطيور الجياع تنهش لحمي وللافاعي تمتص دمي وتشرب النور من بصري. ولكل الوحوش تتعرق أعظمي وتبريها بانياب من حديد ونار ؟! للوطن الفاتح صدره دائماً على كل رياح الحياة اكتب حكايتي وأتلوها على مسمعي. سيروي صمتي حكايتي حين يموت راويها. سيحدث الصمت عن رجل حل في غربته منذ سمى وطنا حياته وعانقها ونام في حضن ليلة لا تدور دواليبها ولا تدب عقارب وقتها. تقول بدايته إنه تلفع بالحنين و خبأ أحلامه و ظل يؤجل أفراحا رسم تفاصيلها بعناية الشعراء يغنون أوطانا بعيدة يهيئون لها في أعماقهم مواعيد لا تأتي و أزمنة لا تستقيم لها