لم تقدر المرجعية الإسلامية والذهنية المحافظة والأعراف المحاصرة للمرأة على منع البغاء في مجتمع المغرب الإسلامي الوسيط وانتشاره في بعض الفترات الزمنية حتى وإن حاولت النصوص الإخبارية إخفاء الظاهرة، لهذا حاولنا إماطة اللثام عنها وفهم خباياها والتمعن في أصناف البغايا وتصرفاتهن ودور البغاء. فهن الطرازات صاحبه الملابس المطرزة والمزركشة الملتصقة بأجسادهن ومظهرة لمفاتنهن وسهلة الخلع، يتجولن في الأزقة والأسواق ويرتدن مجالس الطرب والغناء والرقص والشرب، ويقطنّ أطراف المساكن والأماكن العامة ولقائهن شبهه ومهان. وهن الخرجيرات يقمن في بعض الفنادق ولا يبرحنها ويمنعن من مخالطة العامة. وهن الجواري اللاتي استغلهن النخاسون والسادة وجهزوهن "لسوق الدعارة" والتربّح منهن.
تنوعت دور الدعارة في المغرب الإسلامي بين الدور العمومية المتمثلة في الفنادق والمواخير وتحت إشراف السلطة وتجبي منها المداخيل، وبين الدور الخاصة السرية، إما منازل بعيدة ومنزوية يأتيها الزبائن خلسة أو استراحات تقدم شتى أنواع الخدمات وتوفر أساليب الراحة والمتعة للمسافرين والتجار.