يحاول هذا الكتاب أن يفهم نوعية العلاقة التي يمكن أن تكون بين الدين والديمقراطية انطلاقا من مقاربة نقدية بين مفكرين رئيسيين في هذا المجال، هما ألكسيس دي توكفيل رائد الديمقراطية الحديثة، ومارسيل غوشيه صاحب المؤلفات العديدة التي تتحدث عن هذا الموضوع، والتي تسعى إلى تفكيك سر العلاقة القائمة بين الدين والديمقراطية وأبعادها الفلسفية. لعل النقد الذي وجهه مارسيل غوشيه لتصور توكفيل للديمقراطية كما شاهدها هذا الأخير في أمريكا، وسجلها في كتابه المُتميّز الذي هو بعنوان "الديمقراطية في أمريكا" يقوم على عدة اعتبارات، من أهمها اختلاف الظرف السياسي والحقل الاجتماعي بين أمريكا وأوروبا وخاصة فرنسا، ما جعل تلك الملاحظات التي سجّلها توكفيل تفتقد إلى الموضوعية التاريخية وتحتوي على عدة مُغالطات فكرية بحسب وجهة نظر غوشيه. هذا ما يهدف إليه هذا الكتاب، وهو معرفة مدى وجاهة النقد الذي وجهه غوشيه لتوكفيل والوقوف على مدى جاهزية الدين وفعاليته في مواصلة دوره في المجتمع، والمحافظة على مكانته في الفضاء العام، خاصة أمام نجاحات الديمقراطية المتتالية التي حققتها في هذه السنوات الأخيرة. لنتساءل بعد ذلك، ماذا بقي للدين من دور في شرعنة المجتمع وهيكلته، بعدما أثبتت الحداثة السياسية جدارتها في قيادة المرحلة المعاصرة وفي إدارة الشأن العام؟ وما مدى صحة القول بأن نشأة الحداثة الغربية، في مفهومها العام، ما هي إلا نتيجة لعملية "الخروج من الدين"، أي الانتقال من التبعية إلى الاستقلالية ودور المسيحية في ذلك الانتقال؟
"Un rideau magique, tissé de légendes, était suspendu devant le monde. Cervantes envoya don Quichotte en voyage et déchira le rideau. Le monde s'ouvrit devant le chevalier errant dans toute la nudité comique de sa prose...... c'est en déchirant le rideau de la préinterprétation que Cervantes a mis en route cet art nouveau ; son geste destructeur se reflète et se prolonge dans chaque roman digne de ce nom ; c'est le signe d'identité de l'art du roman."