

في هذا الكتاب : نتبين من خلال هذه التعريفات أن للدين وضعا ووظيفة في إطار الدولة المدنية يجعلانه خارج دائرة العمومي و السياسي و التنظيمي, و يحصرانه في دائرة الشخصي و الخاص. فهو مقوم من المقومات التي تنسج أواصر انتماء الفرد إلى الجماعة الوطنية و التي يكتسب بفعلها هويته. فالاشتراك في منظومة من الرموز بما تحمله من عناصر من بينها المعتقدات و الطقوس و الاحتفالات يعزز الانتماء و الوعي بالهوية, و من ثمة كانت دائرة الخاص و الرمزي هي المجال الذي ترجع إليه وظيفة الدين في الدولة المدنية وفقا لتصورات الكثيؤين. و لكن هذه الرؤية التي قطعت بوجوب استبعاد الدين عن المجال العمومي و حصره في دائرة الخاص من جهة و بضرورة ألا يكون للدين أي أثر في الوضع القانوني للمواطن, لقيت معارضة من رؤى أخرى تستند إلى القول بأهمية الدين الجماعية نظرا لدوره في صناعة الانتماء و الهوية المواطنية, و لذلك تعتبر أن استبعاد الدين اسبعادا تاما من المجال العمومي أمر إما غير قابل للتنفيذ الفعلي , أو هو سبب في مشكلات أخرى اجتماعية و رمزية من بينها ضعف الشعور بالانتماء مما يهدد وحدة المجتمع و سلامة روابطه . أ. زهية جويرو
بعد أسبوع فقط من عرض مشروع دستور جديد للاستفتاء عليه يوم 25 جويلية 2022, تفاعل هؤلاء و عبروا عن رأيهم فيه. فهل ترى هذا الدستور يجيب عن سؤال شغل التونسيون منذ 2011 : من يحكم ؟ و كيف يمكن أن ...