ما لبثت أبواب السماء حتى فتحت بماء منهمر فالتقى الأبديان الصحراء و السماء في عناق دافق و لهفة وردية ليولد الخصب و تتجدد الحياة .لقد مضى زمن طويل على اخر لقاء فكادت الصحراء أن تظفر شيبها و قشها و حطبها البائد و أن تتزين للريح في انتظار فرح لا يجئ.كشفت الصحراء عن مفاتنها دفعة واحدة تحت ضوء البرق و صهيل الرعد و لحاف من سحاب يخرج من خلاله الودق .اسدلت ليلها على نهارها البض و على كثبانها الأنثى لتقيم طقوس عرسها الذي طال انتظاره .دخلت الصحراء الى خدرها في كامل زينتها. خضيت يديها و قدميها بحناء الشفق قاطعة المسافة الشهية بين الفجر و الغسق . أعلنت طبول الرعد بداية الفرح.