(( أرجوك، ارسم لي خروفا! ))...
سحبني الصوت من نومي سحبا، ففتحت عينا بمشقة لأستوعب ما في الموقف من غرابة، كنت أقيم بمفردي في هذا البيت الكبير وكانت البواب مقفلة بالمفاتيح، فمن ذا الذي سيوقظني في تلك الساعة وهو يردد على مسامعي تلك الجملة الشهيرة؟ غير أني ألفيته هناك، أمامي!
وفي الحال، عرفت من يكون، من خصلات شعره الذهبية المتلألئة تحت نور القمر المتسلل عبر النافذة، وثيابه المميزة وملامحه التي يخالط نفاذ الصبر فيها جديتها. وما لبث الطفل أن اختفى في اللجظة التي رمشت فيها عيناي، فهببت من سريري واقفا ورحت أبحث عنه في أرجاء الغرفة الفارغة.
كلا! لم يكن مارأيته حلما! أكان ضربا من ضروب الهلوسة؟ يجب أن أتأكد. كان النوم قد هجرني تماما، فلبثت واقفا في منتصف الغرفة، أفكر في ما تجلى أمام عيني منذ قليل.