الكتاب يندرج في السياق الذي اختاره العفيف الأخضر لنفسه منذ أن كان طالباً في الجامع الأعظم (الزيتونة) في تونس خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، أي نقد الفكر الديني ومحاربة الدوغمائية و«تحريك السواكن». من خلال هذا الكتاب، توصّل الأخضر إلى صلات بين الأصولية التي تفتك بالعالم اليوم وليس العالم العربي الإسلامي فقط، وبين الشعبوية باعتبارها تعادي العقلانية، والتعدد، وتؤسس للقطيع الذي يسلِّم بكل شيء ولا يتساءل عن شيء! يعود الأخضر الى بدايات الاحتجاجات الشعبية في العصر العباسي وصولاً الى الثورة البلشفية وحركات التحرر العربية التي غطت النصف الأول من القرن العشرين، معتبراً أنّ التاريخ العربي لم يعرف الديمقراطية الا في فترة القرامطة أو كما سماها “الديمقراطية الشيوعية في الجمهورية الديمقراطية”.