جلس في الصالون أمام التلفزيون.. و كانت وقتها القناة الوطنية الثانية تنقل على الهواء مباشرة جلسة عامة لمجلس نواب الشعب. اهتم بورقيبة بالموضوع و تابع بعض المداخلات ثم استوى واقفا و اقترب من التلفاز للتثبت من أحد الوجوه..تسمر في مكانه و التفت الى ع.م: حقيقة لا أصدق عيني فأجابه ع.م: ما بك سي الحبيب؟ هل ذلك الشخص الذي يرأس الجلسة هو...(امتنع عن ذكر اسمه) ضحك ع.م و ردّ عليه: نعم هو ذاته.. بشحمه و لحمه.. و هو رئيس مجلس النواب منذ أشهر. لم أكن أتوقع حتى في الخيال أن أراه رئيسا للبرلمان التونسي لماذا؟ أنا حسمت في أمره هو و جماعته بصفة قطعية منذ سبعينات القرن الماضي...و لم أسمح لهم بتكوين حزب سياسي، لأنني أعلم أن أجندتهم غير تونسية، فهم لا يعترفون بالهوية الوطنية لبلادنا، و لا بالدولة المدنية...