هل هذا العمل يندرج ضمن جنس اليوميات أو المذكرات أو السيرة الذاتية أم أنه مجموعة من الخواطر و الانطباعات خطها الكاتب احتفاء بمدينته أم مجرد مناجاة يتوجه بها العاشق إلى معشوقه , يبثها لواعج نفسه بلغة مفعمة بالشوق و الحنين ؟ الواقع أن هذا الكتاب هو جماع كل هذه الأجناس من القول على اختلافنا و تعدد أساليبها , و من هذا التنوع و التعدد تنبثق جماليته . إن هذا الكتاب قد أخذ من الشعر جنوحه إلى الصورة و المجاز و الإيقاع و من فن السرد جنوحه إلى رسم الشخصيات و العناية بالأحداث يأخذ بعضها برقاب بعض .فالكاتب رشيد بوحولة كتب ما كتب على سجيته دون تعمد أو تكلف , غايته الأولى إزجاء التحية إلى مدينة أحبها . لهذا جاء كتابه بمثابة نشيد طويل يصف من خلاله محبوبته و يتغنى بجمالها الأخاذ. الشاعر محمد الغزي