ثم أقول:<< مبنى قاعدة كون الأمة التي لا يشعر أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية, أن الأمة التي ضربت عليها الذلة و المسكنة, حتى صارت كالبهائم أو دون البهائم, لا تسأل قط عن الحرية. و قد تنقم على المستبد و لكن طلبا للانتقام من شخصه , لا طلبا للخلاص من الاستبداد, فلا تستفيد شيئا, إنما تستبدل مرضا بمرض, كمغص بصداع. و قد تقاوم المستبد بسوق مستبد اخر, فإذا نجحت لا يغسل هذا السائق يده إلا بماء الاستبداد , فلا تستفيد أيضا شيئا.>> عبد الرحمان الكواكبي.