هو أثرٌ فريـد في بابه ، وطريـف في موضـوعـه وعنوانـه، يعرض تاريخ المعارف البشرية عند الأمم القديمة ، وعند العرب في الجاهلية ، ثم في العصور الإسلامية الزهيَّة ، ففيه وصف دقيق للتعليم الإسلامي ؛ أساليبه ومناهجه ، وتأريخ لمواضعه في سائر أقطار المشرق والمغرب .. كما بيَّـن صاحبه أهمية تعليم المرأة في الإسلام ، بل ضرورته . كما تعرَّض بالتفصيل للتنبيه على مواطن الخلل التي أصابت مناهج التعليم في عصور الانحطاط ، فأفاض في بيان أسباب تأخُّر العلوم وطرق تدريسها في العالم العربي عامَّة ، وفي جامع الزيتونة خاصَّة.. ثم عرض طريقته للإصلاح التربوي والتعليمي ، بجرأة وإخلاص ، فأبان عن نظرة استشرافية منيرة ، وإحاطة وفهم للشريعة والواقع ، فخـطَّ بذلك للأمة الإسلامية طريقـًا للنهوض والإصلاح ، ورسم لها منهجـًا قويمـًا للنمو والفلاح …