إن أزمة الدولة في سياساتها الثقافية وتخلفها عن إرادة الشباب ووعيهم، شكّل دافعا قويا لخيار الشّارع، وللتعبيرات الفنية الجديدة التي تريد الالتحام بالشّعب وبالجماهير ضدا على ثقافة الخوصصة والصالونات التي حجزت مسبقا في إقصاء مباشر، وغير مباشر لبقية الناس. فتصبح الديمقراطية الثقافية الحقيقة، هي تلك الثقافة القادرة على استيعاب الكل، ونقصد الكل ليس الخطاب والنوع، وإنما حتى الفضاءات، فالدولة تبحث عن ما يشبهها من حيث التزامه بتوزيع خطاب الدولة، أو ثقافة الدولة، وفناني الشّارع يبحثون عن فضاءات تشببهم أيضا وتقبل باختلافهم…