وهرمان بطل القصة الثانية عجوز ضرير يملك تشكيلة أعمال فنية جمعها من عرق جبينه ثم الازمه فقدان بصره البيت فلم يعد يدري أن الحرب التي تجيئه أصداؤها عن بعد قوضت الاقتصاد الألماني و أن التضخم المالي أرغم أسرته على التفريط في لوحاته بأثمان زهيدة لضمان القوت.
في هاتين القصتين يرسم زفايغ بلغة الفن أثر الحرب حتى في من لم يشارك فيها من خلال شخصيتين فريتين كلتاهما حبيسة عالم خاص بها وحدها. مانديل بطل القصة الأولى عجوز ليس له من دنياه غير الكتب مهووس بها هوسا صار بفضله مرجعا لكل طالب وباحث في فيينا وخارجها يحفظ عن ظهر قلب عناوينها و أسماء ناشريها و أسعارها جديدة و مستعملة ولا يكسب من ذلك غير ما يقيم الأود. عاش حياته في شغل تام عما يجري من حوله ملم يعلم إن النمسا التي لجا أيها شابا كانت تخوض حرب ضروسا ضد بلاده روسيا.