كان عليّ أن أحصّن نفسي ضدّ الأزمات و أن أقفل شقوق بيتي جيّدا..إنّي أخاف الريح الشمالية، إنّ لها قدرة رهيبة على التدمير القاسي..و كان لها ما أرادت.. المجهول يعود بكلّ ثقله و بكلّ عبثيته و يحلّ في جسدي و يمتنج مي..
ثمّة أشياء غريبة تحدث في داخلي.. ثمّة أشياء تتمزّق و لا أعرف كيف يحدث ذلك..أسمع صليل السيوف و أحسّ بأطراف الشظايا و أشتمّ رائحة الحديد المحروق و أسما صراخ الأطفال و عويل الأرامل والثكالى ..
إنّها الحرب.. لقد اندلعت و لن تنتهي، حتى يصير هذا الجسد رمادا.