العائدون فقط من ذلك الجحيم، من تلك الغابة التي ينطبق عليها المثل القديم الجديد، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، هؤلاء فقط هم المولودون الجدد دون عقل أو بنصف عقل، وحدهم يستطيهون أن ينقلوا إلينا بعض مايدور هناك، بعض مايدور فقط، لا عقولهم المدمرة ولا النظام السائد يمكنهم من رؤية كاملة.
كل اللذين تنصب لهم الشراك في هذه الحياة بغية اصطيادهم كالأسماك، حيث ترمى الصنارات كل يوم بالملايين في بحر الحياة لتصطاد الأغبياء وذوي الحظ السيء.
هم يمتلكون فرصة للهروب، للنجاة، ولكنهم لا يرونها، تكون عقولهم، قلوبهم، كلها مشلولة، منومون لايرون أي شيء سوى الطعم، يتسارعون للإمساك به في حين هو من يمسك بهم ليسحبهم إلى حيث لا يتصورون، إلى حيث لم يعودوا يملكون من أمر أنفسهم شيئاً، إلى سلة الصياد الذي لن يفكر أبدا في أن يعيدهم إلى الماء، وإن حدث وعادوا وهذا نادر جدا، يكونون في الغالب جثثا تطفوا لا غير.
Agota Kristof est née en Hongrie, d'où elle s'est enfuie en 1956. Installée depuis lors à Neufchâtel, en Suisse, elle écrit d'abord des pièces de théâtre, avant de commencer sa trilogie romanesque directement en français, la langue de son exil. Le Grand Cahier en est le premier volet, suivi de La Preuve et Le Troisième mensonge, prix du Livre Inter 1992.