نام علي و هو ينسج من هذيانه بالونة ملوّنة من الأحلام المتداخلة. حلم في البداية بأنّه كان يكرع بحريّة من بحر نبيذ لا يجفّ.
اشششب
اششششب
كانت الشمس حارقة.
يرقص عدد غفير من النّاس أمامه. في شارع كزورق، تجوّل علي بين الراقصين، رقص معهم.
على بعد أمتار، بالقرب من قاعة سنما مغلقة، كان ابن خلدون يجلس بنظّارات سوداء، يبيع السجائر والشوينغوم. يمرّر أصابع نحيفة و مرتعشة على الأوراق النقديّة قبل أن يقدّم للشاري حاجته و باقي نقوده مبتسما كمن يحدّث جنّية تسكنه. وضع تحت كرسيّه راديو يعلو صوته وسط جلبة الراقصين معلنا عن ليلة مشهودة، ليلة كلّ اللّيالي، ليلة عيد، الّيلة عيد الليلة عيد تغنّي نمة التونسيّة، وبعدها يعلو صوت مارسيل خيفة انهض للثورة و الثأر.