إنها روايةٌ عن الأنبوب الزمني الذي ينزلق فيه جسد الفتى نحو بُعدٍ آخر من العالم فيه يتحوّل إلى رجُل، تترُك الحياة عليه علاماتها وندوبها. فجسده الذي قاده إلى الجهة الأخرى من الشاشة، تلك الجهة الغامضة على الناس أجمعين، قد أنضج ذهنه ووهبه رؤية العالم الكامن خلف أجهزة الرسيفر، حيثُ يُشكّل رغباته وأحلامه؛ يوجد أناسٌ هناك قد سحنتهم الحياة سحنًا فصارت المتعة والحُب استعراضًا تمثيليًّا أمام الكاميرات وحسب، ما إن يُعلِن المخرج انتهاء التصوير حتى يغرق عالمهم في رمادٍ كثيف ويعلو الزّيف والادّعاء مثل فضيحةٍ ناصعة. وترى الفراغ، تراه في أعينهم مثل بابٍ مفتوحٍ على الأبديّة. أمّا المُشاهد الذي يخَفى عليه هذا المشهد الأخير، فإنه يبقى في غفلته الكبيرة، تلك الغفلة التي رفض دانيال أن يحيى في إهابها.