إن كان الله يمثّل في الإسلام البداية والنّهاية والكمال فإنّ من أهمّ ما جاء في القرآن الكريم أنّ الإنسان خليفته في الأرض، فحمّله أمانة إعمارها وإثمارها على ما في هذه الأمانة من محنة وحكمة قد تتجاوزانه، وبذلك أسّس لمشروع ثقافي من أهمّ ما عرفه التاريخ فهو تجسيم شامل متنوّع لمعنى الخلافة. ويتابع هذا الكتاب بعض فقرات هذا الإنجاز في أبعاده الفقهيّة والأدبيّة والفلسفيّة والصوفيّة. ويكون الإسلام الذي يعتبر الإنسان صانعا لتاريخه قد أعطى للإنسيّة كمالها وجمالها.