من قرأ رواية حسين الواد،" روائح المدينة" الصادرة سنة 2010، يستشعر أنها مفتوحة على مشروع طموح قد يطول نَفَسُه ليفرز تجارب روائية مترابطة، شبيهة بثلاثيات أو رباعيات بعض الكتّاب المعاصرين. صدر أخيرا جزؤها الثاني بدار الجنوب وفي السلسلة الأنيقة نفسها، "عيون المعاصرة". إنّها أقلّ حجما وأقلّ سردا من" الروائح" الأولى ولكنّها أكثر منها إصرارا على ابتداع خطاب سردي تمتزج فيه نكهة الحَكي بمتعة التأمّل المتأنّي. إذ يقدّمها الرّاوي الرّئيسي، حفيد المؤرّخ الحزين، كمخطوط يتكوّن من فصلين قد عثر عليهما بين دفاتر جدّه، فخيّر نشرهما على حِده رغم بعض التداخل بينهما وبين فصول" الروائح" الأولى التي كان قد تكفّل بنشرها شخص ثالث.