- جديد


"الهشاشة هي ما يشفع لهذا العالم، لأنّها الجمال الحقيقيّ، لأنّها الإنسانية ذاتها، لذلك لا تخسرها في زحمة سوقك القاسية هذه"...
بهذه الجملة/المفتاح، يستدرجنا صلاح بن عياد إلى أثمن ما في جوهرنا الإنسانيّ، وهي الهشاشةُ التي تجعلُ من الإنسان إنسانًا حقًّا، وإذ يفعُلُ ذلك، فلكي يضعَ أمامَ أطفالنا إحداثيّاتِ الطريق الحقّة، طريق الخلود في هذه الحياةِ، وما الخلودُ إن لم يكن أثرًا يُتركُ من بعدنا؟
لقد اختار صلاح بن عياد في رواية "أحدب الحلفاوين" شخصيّة ماريو سكاليزي، الشّاعر الإيطالي/التونسي الذي لم تمنعه إعاقتهُ الجسديّة من أن يشغل، خلال سنوات عمره القصير، الدنيا بقصائده المتمرّدة، كنقطة ارتكازٍ يوجّه بها بوصلاتنا إلى ما هو جوهريّ فينا، تلك الهشاشةُ القادرة على تحويل الضعف البشريّ إلى منجم إبداعٍ. وهو ما فعلهُ مع شخصيّة روايته المركزيّة، الطفل أيّوب الذي طرد من مدرستهِ وألقي به إلى سوق الحياة القاسية، قبل أن تتدخّل يد الإبداع فترمي به إلى غرفة الأسرار... غرفة الكتابة...