صدر حديثا عن دار نقوش عربية كتاب « نشأة الطريقة الشاذلية بإفريقية: قراءة جديدة» للكاتب هشام عبيد ، أستاذ الحضارة العربية بجامعة تونس
ولكن يبدو من قرائن واضحة أنّ المخزن الحفضي قد استشعر خطورة الحركة الصّوفية التي قادها الشاذلي بالرغم من مظهرها المتواضع و نزعتها السّلمية. و يبدو لنا أيضا أن أبا الحسن الشّادلي هو الذي كان مستهدفا أكثر من مجموعته.
و يبدو لنا أنّ «إجتماعية» الشّاذلي، و ما يفترض من « شعبيّته» في مدينة تونس، فضلا عمّا استشعرناه بقرائن ثابتة، من حركيّته بالقيروان و مجالها الممتّد إلى الرّباطات القديمة و مسالكها الرّابطة، قد وهب ذلك حركته عمقا بشريّا يختلف في سماته عمّا كان في المجموعات الأخرى. قد نسج شبكة من العلاقات تجمع المريدين و المتعاطفين و من يستشعر أهميتهم من قرابة أتباعه. وهو أمر فريد بالنّظر إلى نخبويّة أصحاب الطّرق السابقة فكريّا و اجتماعيّا. فقد كان عبد العزيز المهدوي، و هو بقرطاجنّة لا يزور أحدا إلّا أبا سعيد الباجي. بينما كان الشّاذلي ، و هو بالمشرق يوصي أصحابه بتونس في مراسلاته بتبليغ سلامه إلى كلّ من عرفه ب« المدينة و البادية » بصريح ماجاء على لسانه . بل حافظ على علاقته مع بعض أفراد الطّبقة السياسيّة بتونس.