تبيّن من البحث أن ظواهر السّلطة، والعنف والجنس متداخلة متفاعلة تكوّن منظومة تتشابك فيها العناصر، ويؤثّر كلّ عنصر في الآخر: يتولّد العنف عن السّلطة، ويغذّي العنف السّلطة، وتغري السلطة بالجنس. وتؤثّر العدوانيّة في الجنسانيّة إذ تتعطّل هذه الأخيرة بتعطّل العدوانيّة. وكلّما اشتدّ الشّعور بالسّلطة، كلّما كان الميل إلى ممارسة الجنس والعنف أقوى. تعمل هذه القوى الثّلاث على شكل ثالوث لا يعي به الماسك بالسّلطة كثيرا إلى درجة أنّه أصبح جزءا من اللاّوعي الجماعي (كارل يونغ)، بجانب اللاّوعي السّياسي المتمثّل في العقيدة والغنيمة والقبيلة (محمد العابد الجابري). فكأنّ الحاكم العربي يخضع إلى لاوعين اثنين: لا وعي « شهواني »، ولا وعي « سياسي » يُفسّر في ضوئهما ما اقترف من استبداد سياسي ومالي، وديني، وعنف سياسي وديني، ومجون طال حتى العامّة في بعض العصور من التاريخ العربي الإسلامي، شرقا وغربا إلى يومنا هذا