في ذاكرة الزمن الطفولي، وعبر فتوتي، ما يزال والدي رجل المهمات الصعبة. الإنسان الخارج من ميراثه الأسروي، وهو يستدير ضارباً عرض الحائط بالتاريخ الإقطاعي وسلالة الدم. الأب الذي تشرد وجاع واغترب، مشيداً فوق الصخور، بساعد من فولاذ، بيتاً وأسرة، المثال والقدوة في بيئة ما تزال تنتمي إلى ما قبل التاريخ وظلمات الأزمنة العربية.
الرجل الذي يستبق عصره، وينمو قبل أوانه في عالم مغلق كالشرنقة.
ها أنذا أروي حكايته، مخطوفة بجاذبية النجم القطبي، مأخوذة بحلم مجنون وسحري، أنا الوريثة البدائية لدمه، أن أراه في الزمن، وهو ينفصل شارداً عن نجمه وهاوياً كنيزك في البحر.