ليس حليب اسود مجرد رحلة في تجربة اكتئاب ما بعد الولادة أو سيرة ذاتية لأم مبدعة تصادف أن توقف قلمها عن إنجاب الكلمات عندما أنجبت طفلها، بل هو تجربة وعي لما يمكن أن يحدث حين تتصارع الأنثى التي تلد الكلمات والأنثى التي تلد الاطفال وكيف يشقق هذا الصراع المبدعة إلى كيانات متعددة تحرمها من السلام والصفاء وحالة الرضا ويجعلها كما كتبت شفاق :في هوس دائم بشأن الدرب الذي أهملت اختياره. وإلى جانب المتعة وخفة الروح والطرافة في هذا الكتاب فإنه يعيننا نحن النساء لنتصالح مع ذواتنا المتشظية إلى ذوات وذوات وبأسلوب لا يثير الأسى. تكتب إليف شافاق ببراءه تشبه براءة أفلام الكرتون التي تصور الجميع ابرياء أو بشرًا في النهاية وتجعلنا نتعاطف معهم .