“ لئن كان الدكتور رفيق بوخريص طبيبا يداوي المرضى وخصّص هذا الكتاب رغم ذلك لدراسة موضوع بعيد نسبيا عن اختصاصه، يطرقه عادة علماء الفيزياء والفلك بالخصوص، فلأنّه قصَد الاطّلاع على ما وصلت إليه المعرفة في هذا المجال، معتبرا أنّ انعكاساته تتجاوز المختصّين فيما يسمّى «العلوم الصلبة» – التي كانت تسمّى دقيقة أو صحيحة، ثمّ تمّ العدول عن وصفها هذا – إلى جميع الذين يرغبون في فهم عالَمنا وأسراره. وكذلك الشأن بالنسبة إلى مترجم هذا الكتاب إلى العربية، وهو المكتوب في الأصل بالفرنسية. فقد أتى المعرِّب من اختصاص ينتمي إلى علوم الإنسان والمجتمع، ولكنه يعتبر أنّ الدارس لتاريخ الفكر الإسلامي والمعتني بالقضايا المعرفية التي يواجهها في راهنه يتحتّم عليه الاهتمام بالنظريات التي تتعلّق بالقوانين التي يسير عليها الكون وبنشأته ومصيره ومنزلة الإنسان فيه، حتّى لا يكون الفكر الديني الحيّ في واد، والمعرفة الحديثة المتداوَلة في مجال العلوم الصلبة في واد آخر”.
من تقديم المعرّب