رواية الحاجة كريستينا بقلم عاطف أبو سيف..بطريقة أو بأخرى بات لكريستينا عالمان تعيش فيهما بطمأنينة واستقرار , تتنقل من واحد إلى آخر بسلاسة .
كما أنهما لا يتعارضان داخلها , فهي تشعر بالرضى والسعادة في كل عالم , غير أنها فعلاً لم تكن تشعر بأنما عالمان منفصلان , بل كانت ترى واقعها مثالياً ومناسباً لشخصيتها ولماضيها . أهم شيء أن يكون ما نفعله منسجما مع أرواحنا . كانت تشعر بأن روحها راضية ، وأنها عبر هذا التوازن الدقيق تحافظ على الهارمونيا والتناغم بين أطراف الماضي المختلفة وبين واقعها وحاجتها لتتواصل مع هذا الماضي . بذلك فمن غير الصحيح القول إنه بات لكريستينا عالمان ، وإنها تبرع في التوفيق بينهما . صحيح أن الأمر قد يبدو غريبا للكثيرين ، وقد يبدو مستهجنا لبعض ، وربما يذهب طرف للقول إنه ضد الدين . لكن سيزول الشك إذا ما تمعنا حقا في تاريخ كريستينا الشخصي وخط حياتها وتعرجاته . من الصعب التصديق بأنها ، بعد كل ذلك ، استطاعت أن تواصل الحياة . ومن شأن استعادة تفاصيل الحكاية مرة بعد مرة أن يدفعنا للشك بأنها فعلا نجحت في أن تظل واقفة على رجليها . كيف تتصالح مع كل هذه المتناقضات ، وتجمع بين كل تلك الأطراف ، وتظل على علاقة جيدة مع المجتمع ؟