غوص آخر في الأحداث التي حفّت بانتفاضة ديسمبر 2010/جانفي 2011، يحملنا إليها جون مارك سلمون، أحد تلاميذ ثورة الشباب في باريس 1968، ومحاولة متفرّدة تختلف عن سائر المقاربات التي كتبت إلى حدّ اليوم عن الثورة.
من سيدي بوزيد إلى تالة والقصرين وصولا إلى القصبة ومرورا بصفاقس يحاول الكاتب إعادة تأليف الأحداث مستندا في ذلك إلى أكثر من مائتي حوار مع الفاعلين من كلّ المستويات: شباب الثورة الذي تعرّض إلى الرّصاص الحيّ، ومنظّمو الاحتجاجات من نقابيين ومناضلين ومدوّنين ومعتصمين في ساحة القصبة، ووزراء سابقين من عهد بن علي، وأمنيين، وشخصيات لعبت دورا سياسيا في الحكومات المتعاقبة إلى حدّ صعود الباجي قايد السّبسي إلى الحكم.
من وراء إعادة بناء الأحداث في تسلسها وانقطاعها، يصل الكتاب الى ابراز ما لهذه الانتفاضة من ميزات تجعلها نموذجا جديدا لثورات العالم في هذا القرن ويطرح علينا أسئلة عديدة وموجعة أحيانا عن أسباب عدم تحوّل الانتفاضة إلى ثورة ناجزة إن صحّ التعبير، و عن إخفاقها في تخطّي المنعطفات التي اعترضت مسيرتها، وعن مقوّمات الحركات الشعبية الجديدة في العالم في القرن الواحد والعشرين.
كتب ذات صلة