سنحاول في عملنا هذا تتبع تمثل الإنسانلفكرة الشيطان وتطورها منذ الفكر البدائي ، مع ربط ذلك بالحاجة الدينية والسياسية إلى هذا الكائن . وقد بدا لنا أن نقيم عملنا على مفاصل كبرى ، هي المفاصل التي تلت انتقال العقل من الأسطورة إلى الدين ، ولم نشأ أن نفرد فصلا للشيطان والأسطورة ، واكتفينا ببعض الملاحظات التي ندرجها أحيانا في ثنايا عملنا ، لأننا نعتقد أن الأسطورة لم تعرف الشيطان بالحد الذي استقر لاحقا ، فقوة الشر التي كانت الأسطورة تجلبها ، لم تكن سوى جزء من الآلهة . لذلك فإن في كل حديث عن شيطان الأسطورة ، ضربا من الخلط الزمني ( anachronisme ) . إن أقصى ما نستطيع زعمه مع الأسطورة ، هو أنها قد مهدت لظهور .