الحكاية التي ترويها لنا وئام غداس تنقلنا إلى عالمين مترابطتين . أولهما عالم خيالي يمسخ فيه بشر, جزاء صنيعهم, قططا فينتقلون في المكان و في الزمان ليعيشوا بعض ما كانوا يصنعون ثم ينقلبون من جلادين إلى ضحايا, و ثانيهما عالم حافل بالمعارف عن واحدة من الحيوانات الأليفة و عن التاريخ و الأساطير و الآثار و المدن تقدمها لنا في دقة و سلاسة في ثنايا السرد. و لكن بين العالمين جسرا واصلا سميكا يضع القسوة البشرية و العنف المادي و اللفظي و الاستقواء على الضعفاء مقابل الرحمة و الألفة و التفهم و التعاطف. لعبة قديمة بين الخير و الشر, و بين التجبر و الرحمة, أي بين الإنساني العميق و التوحش الدفين في الكائن البشري تصوغها الروائية مستلهمة ألاعيب الحكائين البارعين حين ينقلوننا من عالمنا الذي نعيش فيه إلى عوالم ممكنة , و أحيانا مستحيلة, لكنها تشبه عالمنا فنعود إلى أنفسنا نسائلها اننتصر إلى إنسانيتنا و نسكت صوت الوحش فينا . و خلاصة هذا كله رواية تثقيفية لليافعين تفتح لهم أبوابا لمتعة السرد و المعرفة معا . شكري المبخوت .
451 degrés Fahrenheit représentent la température à laquelle un livre s'enflamme et se consume.Dans cette société future où la lecture, source de questionnement et de réflexion, est considérée comme un acte antisocial, un corps spécial de pompiers est chargé de brûler tous les livres, dont la détention est interdite pour le bien collectif.Montag, le pompier pyromane, se met pourtant à rêver d'un monde différent, qui ne bannirait pas la littérature et l'imaginaire au profit d'un bonheur immédiatement consommable. Il devient dès lors un dangereux criminel, impitoyablement poursuivi par une société qui désavoue son passé.