أفضى النظر في أخبار أهل الصفة إلى اعتبارهم صفوة الصحابة يضاهون في منزلتهم عند النبي محمد مكانة الأحبار بالنسبة الى موسى و التلاميذ الرفقاء بالنسبة إلى يسوع المسيح كان لهم فضل كبير في حماية الدين و استمراره . و قد سمح لنا هذا البحث بإعادة النظر في المسلمة التي تعتبر أن الفضل كل الفضل في استمرار العقيدة الدينية حية نابضة يعود إلى الشخصية الكاريزماتية للنبي وحده باعتباره مبلغا للوحي و حافظا للدين . ذلك أن مبحث أهل الصفة يسوغ لنا القول إن الفكرة الدينية لا تضمن حياتها و استمرارها إلا في وجود أتباع خلص شديدي التعلق بالنبي يتلقفون الوحي من فيه و لا ينفكون يرددونه آناء الليل و أطراف النهار ناذرين حياتهم لذلك .
يجمع الكتاب بين مقاربات أنثروبولوجيّة وفلسفيّة تنهل من بحور عديدة ما يجعلني أقرّ أنّ عمليّة الترجمة لهذا الكتاب ليست بالهيّنة خاصّة وأنّي قرأت الكتاب الأصلي عدّة قراءات وكلّ قراءة تفتح لي آفاقا ...