أنصتت وردة لكلام الكولونيل بسمع مرهف من وراء باب قاعة الجلوس.يخفق قلبها عند ذكر الفلاقة. تفكر في مصير سمعان و صديقيه. تعود الى ذاكراتها صورة ميشال و هو غارق في دمه, تتنهد. لقد كان شابا وسيما , يهبها الكثير من الهدايا و العطور و كما من الحنان الذي يجعلها تشعر بالامتنان لليالي التي تقضيها معه. لكن سمعان يهبها ما أغلى من العطور و الهدايا . يهبها ضحكة من القلب كطفلة تركض لتحضن والدها . يجعلها تشعر بالأمان, يوفر لها عائلة, نعم سمعان عائلة رغم الظروف التي جمعتها به و الغاية التي يزورها سمعان لأجلها. تأخر الوقت . بدأت السيدة تشعر بالضجر و التعب . قامت من مجلسها متثائبة لتأوي لغرفة نومها . تبعها الكولونيل مباشرة. مشى وراءها كجندي يقوم بتأدية تحية في طابور طويل أمام قائده الأعلى .