رجل من المارتنيك اسمه روني ماران (1887-1960)، كان موظّفا صغيرا غير منضبط بالإدارة الاستعماريّة الفرنسيّة، عمل بإفريقيا، وكتب رواية تصف قسوة "البيض" على البشر والحيوانات، وقسوة الحياة على "بتوالا"، زعيم القبيلة الذي هرم ودارت عليه الدّوائر، وتسخر بمرارة من الإرث العنصريّ الذي يعود إلى مونتسكيو نفسه: "إن الحق بجانب منتسكيو الذي يكتب في صحيفة حيث في الفكاهة الأكثر بردا يظهر بغض في خفاء (إنهم سود من الساق إلى الرأس ولهم أنوف فطس بحيث يستحيل أن يرأف بهم الإنسان)." هذه الرّواية، رغم نقدها اللاّذع لمظاهر الظّلم والجبروت في الاستعمار الفرنسيّ، في مقدّمتها وعلى لسان بطلها "بتوالا"، ورغم أنّ مؤلّفها "زنجيّ" ووصفها في عنوانها الفرعيّ بأنّها "رواية زنجيّة حقيقيّة".