في البدء كان مولوداً يبكي مستقبلاً لا يعلم كيف تنبأ بسواده؛ ثم رضيعاً تلقته ايدي جدة تجاوزت السبعين؛ ثم طفلاً لا يعرف معنى الديار وكيف ذا وهو يتنقل من دار الى دار ليصبح فتى لا يصادق من الدنيا الا اكوام من الصفحات رافقته في حله وترحاله؛ ثم مراهقاً يظن في نفسه الخواء وفي وجهه الدمامة. خجولاً كالعذراء في خدرها؛ سميناً كمن التهم طعام قومه؛ لا يكلم الا من بدأه بكلام؛ ولا يصادق الا من بدأه بصداقة