هل من المقدّر دائما أن تبدأ رحلة البحث عن الذات انطلاقا من فاجعة أو مأساة؟ ألا يمكن للمرء أن يخوضها راغبا متطلّعا إلى ما تكتنفه نهاياتها من مفاجآت؟ ثمّ أليست الطريق في حدّ ذاتها غاية، بكلّ ما تعنيه من سفر ومغامرة واغتراب ورغبة في عودة لن تكون؟
تلك هي «باراديسيوس»، رحلة مستمرّة لا تنتهي، بل تتوقّف عند محطّات بعينها، لتعرض لنا ذاتنا والحياة، عاريتين من كلّ زيف، أصيلتين وشفّافتين كدمعة. قد نسقط في ثناياها، ولكنّنا سرعان ما نثبت فنقوم.
«باراديسيوس» رواية معتّقة، قدّت لغتها من ماء عذب، هو ماء الرومنطيقيّة الخالصة، حينما تعود الطبيعة إلى أصلها، «معلّما للإنسان»، ومنها يعود له ما به تكون إنسانيّته، «الفعل». وبينهما قصّة لا تخلو من رومنسيّة وإثارة.