يسجل حسونة المصباحي يومياته وفق شكل معين اجترحه لهذا الكتاب يتكرر في وتيرة دائمة، فتبدأ اليومية عادة بمقطع شعري أو فلسفي يقول الكاتب أنه يبدأ به نهاره ثم ينطلق في الموضوع الأساسي لليومية الذي قد يكون محفز الحديث فيه المقطع الذي بدأ به يومه وقد لا يكون له علاقة. وكأن بالكاتب يريد أن يحمي يومه بالأدب الجيد منذ الصباح قبل الانغماس في اليومي، فيطعم الكاتب الأديب مبكرًا قبل أن ينشغل بحاجة المفكّر والمثقف والكائن الاجتماعي. كما أن هذه المقاطع الافتتاحية تعطي ميكانزمات دفاع للذات الكاتبة لتواصل رحلة المقاومة التي تخوضها للبقاء في واقع سياسي واجتماعي رديء وهي في ذات الوقت جرعة الجمال والحياة قبل التوغل في وحل واقع الموت اليومي