حجر صلد، ونحات خبير، فأيهما يفعل فعله في الأخر؟ ذاك مدار الرواية إن كان لا بد لكل رواية من مدار. أما متنها السردي فأشبه بالشرفة المشرعة ساعة الضحى، يطل منها الضوء خفيفا ويسري في الظلام على مهل حتى يبدده. عن ظلمة مايكل أنجلو بوناروتي نتحدث، أمهر نحاتي عصر النهضة وتوأم الرخام. رجل صلب، بارد، صموت، مشدود إلى ذكريات غائمة، ولحظة راهنة تتأرجح بين الأمل والخواء، بين هذا وذاك تمتد جسور وتنقطع أخرى، الأخ غويدو والشاب أندريا، توبولينو وكافالينو والطفل ميشيل والمرأة الحلم، هم تلك الجسور. فهل يتم العبور ويمتلىء الخواء؟ وهل تعبر الروح من الفنان إلى الحجارة فتنهض حية؟