للاماكن ذاكرة تضرب عميقا في باطن الشعور الإنساني. وفيه تعمل معاولها لتحفر لها مغاور وأخاديد لا يواريها النسيان. هي الصورة الأصل لهذا الجسد التراب الذي نظن إننا نسكنه وإذ به يسكننا. نتحرك و في جيناتنا بصمات وراثية لاماكن لا نخالها ساكنة فينا إلا لحظة تفجؤنا الذاكرة ذات لقاء عابر أو حين نتوهم البحث عنها وفيها ولا نجد في النهاية إلا أنفسنا التي أضعنا في زحام الحياة.
" هذه الضفاف تعرفني" سيرة مكان بكر اجتهد الإنسان غي انتهاكه ولكنه تمنع وانتفض حتى لا تصيبه ما أصاب البشر من زيف و شرور لعله إذا ما انتبهوا يوما من غفلتهم كان لهم الأصل الذي منه يبعثون.
"هذه الضفاف تعرفني" هي الوجه الأخر للسودان ذلك البلد الذي مهما زعمنا معرفته لم يكشف لنا إلا ما تكشف لنا إلا ما تكشف لنا إلا ما تكشف الضفة للضفة وإما الأعماق فحكاية لها ألف لسان.
بلال المسعودي