يصف الروائي ماريو بينيديتي في روايته بعضاً من تداعيات الاعتقال السياسي الذي يتسبب بكوارث إنسانية. هنا تتفتت أسر، تنهار مؤسسات اجتماعية، تتغير تركيبات برمتها. يصف تأثيرات النزوح الإجباري هرباً من القمع والتصفية والاعتقال، ذلك أن الأنظمة القمعية لا تكتفي بالتضييق على معارضيها، بل تمارس بحقهم أشنع التصرفات العدائية، ولا تتورع عن ارتكاب أي جريمة، تحاصر مجالهم الحيوي، تقيد تحركات المحيطين بهم، تغتالهم، أو تأخذهم رهائن، لا تكتفي بالتنكيل والتعنيف، تلجأ في كثير من الأحيان إلى محاولة اجتثاث مَن يمتّ إلى أولئك المعارضين بصلة، وتدمير بيوتهم وحرقها، في سعي حثيث منها لتعديم أي أثر يدل عليهم، ومعاقبتهم بأهلهم وأموالهم.