كانت الترجمة منذ القديم سبيل الشعوب إلى الانفتاح على ثقافة الآخر بمكوناتها المختلفة، غير أنها قد تكون سبيل المرء إلى رحلة داخلية فى ثقافته الأصيلة لفهم جذور له نبت بعيدًا عنها، كذا شأن “ميرا” بطلة الرواية فتاة عربية الأصل أمريكية المولد ألقت بها الترجمة فى مجاهل بحث أعمق داخل مجتمع صغير يتخلله من التنافر ما يتخلله من الأشياء والنظائر، وأعنف أشكال التنافر ما تفجر بين الكتاب العرب من عقد اجتماعية ومشاكل سياسية حملها “الربيع العربى”، فطفت على سطح أرض ليست فى الأصل للعرب أسئلة عنيفة ومواقف متناقضة من الواقع السياسى البائس وصناعة الإرهاب وحقوق المرأة، وتهم متبادلة لم تزد الأشقاء إلا شقاقًا، وهكذا توقف ميرا العمل على الترجمة وتندفع فى رحلتها تلك إلى البحث فى تاريخ العالم العربى والشرق الوسط بالخصوص طلبًا للغوص فى ثقافة الكتاب من أجل معرفة أرواح مبدعى النصوص التى تنوى ترجمتها وتخفيف درجة الخيانة، فنجد نفسها رسول سلام لن تسلم شواطئه هو أيضًا من عنف التغيير.