رواية تفتح أمام الدّارس عدّة مسالك للقراءة، فهي تطرح عدّة أسئلة وتستثير في الذّهن كثيرا من القضايا، بعضها على صلة بالشّكل الفنّيّ، وبعضها الآخر على صلة بما حوت من مضامين ورؤى للواقع الاجتماعيّ والحضاريّ في فترة زمنيّة محدّدة، هي زمن الثّلاثينيات وبداية الأربعينيات، وهي تلك الفترة التي أطلق عليها اسم "السّنوات المجنونة". كلّما غاب الواقع في قديم الزّمن حاول الخيال استحضاره كما تراه عين الذّاكرة. فإذا استعصى مسك الخيال لجامه وأسكت صوته الشّاحب ليقول محلّه صوت باطنه وكأنّه لا يعدو أن يكون خيالا محضا، بينما هو في الحقيقة الواقع كما تراه البصيرة، عين العقل والقلب.