"قديمه وحديثه، شدّني كلّها بشيء فيها من سرّها، وسحرها، معنى، أو رنّة، أو صورة، أو فاتن من لعب الفنّ الماكر. درّستها، وما كفاها، فأبت عليّ إلّا أن أردّد بالكتابة ضداها. وتواعدنا وتخالفنا. تجيئني ولا تجدني لها، وٱتيها ولا تحضر لي. حتّى كان اللقاء، فحاولتني وحاولتها، وكان الحوار عسيرا. امتحنت بها، وفيها، مناهج النقد الحديث، فأربتْ على كلّ منهج، وتمنّعتْ لا ترضى غير قراءة من وحيها، تلائم روحها. وذهل معها قارئها إلى أقصاه، فاستوفته وما استوفاها. فهذه "الشعريّات"، صفوة مغامراته معها. فكانت صعبة، ومانت لذّة.