- Neuf


ما قصّة سيّد عرش النّحاس الذي يسعى إلى استعباد البشريّة من جديد بعد تحرّره من محبسه الشيطانيّ؟ ومن يكون سيمادور، هذا الذي تحالف مع حسن الصبّاح، رئيس طائفة الحشّاشين، لتحقيق هذا المسعى؟ وأي دور لحرّاس البشريّة في كلّ ذلك؟ وهل في وسع بشريّ واحدٍ أن يغيّر مجرى الأحداث إذا تمسّك بالنور وعصم نفسه عن الظلمات؟
هذه الأسئلة وغيرها تعدُّ مداخل مختلفة إلى "سيمادور"، هذا المتن العجائبيّ الذي يقيم بنيانه على امتزاجٍ فريدٍ بين التّاريخ والأسطورة، وبين الواقع والفانطازيا، وبين ما رشح من عيون التّراثِ من قصصٍ ومرويّاتٍ وما تقدّمه حضارتنا الحاليّة من منجزاتٍ.
والحقّ أنّ محمد بوكوم، هذا الروائيّ الذي اختصّ في مثل هذا الضربِ من الأدب العجائبي، نجح أيّما نجاحٍ، في إتحافنا بروايةٍ تجعلنا نلهثُ بين أسطرها للّحاق بأبطالها في مطارداتهم الكثيرة، وإدراك ما يحملونه من رسائل تصريحًا وتلميحًا، بل إنّ الروائيّ يكادُ يدوّخنا وهو ينتقلُ بين فصول التاريخ، من الماضي السّحيق إلى زمننا الحاضر، لكي نركبّ معهُ قطع الأحجية، أحجية سيّد عرش النّحاس، ويده اليمنى، خادم الخطيئة الأولى... سيمادور!