

تطرح رواية " عودة الفيل " فرضية عدم سقوط قرطاج العظيمة وعدم اندثار حضارتها المتألقة وتطرح سؤالا طريفا يقول لو لم تسقط قرطاح في سنة 146 قبل الميلاد ولم يتم حرقها بتلك الطريقة المأساوية التي حكمت عليها بالاندثار إلى الأبد لربما كانت تونس ستعرف مسار تاريخيا آخر وربما لم تكن لتعرف ما عرفته من موجات احتلال تناوبت عليها بدءا بالاحتلال الروماني إلى الوندالي والبيزنطيي وانتهاء بالاحتلال الإسباني الذي مهد لإلحاق تونس بالسلطنة العثمانية قبل ان تحتلها فرنسا في صيغة نظام الحماية . لو بقيت قرطاج شامخة لربما لم تسمح للوافد العربي أن يستوطن الأرض ولربما لم تعرف هذه الأرض دخولا للإسلام ولم يعرف البربر السكان الأصليون صراعا مع الفاتحين من المسلمين لتصبح تونس بداية من القرن السابع ميلادي أرضا إسلامية.
تمثل دراسة الهادي التيمومي : تونس (1956 ـ 1987) في هذا المجال أول دراسة شاملة لتونس البورقيبية، إذ لم تقتصر على دراسة الجانب السياسيّ وإنما تجاوزته إلى الجانبين الاقتصادي والثقافي.