- Neuf


تناولت نبيهة مصباحي في بحثها بالدّرس والتّحليل مجموعة زواوة التّي اقترن تاريخ وجودها في البلاد التّونسية بفترة حكم الأتراك العثمانيين لمشاركتهم الفعّالة في المؤسّسة العسكريّة وفي تنفيذ السّياسة الرّدعية للبايليك. وقد برز ذلك بداية من حكم البايات المراديين ولاسيما في عهد حمّودة باشا باي المرادي (1632 – 1666)، وقد عرف بتمهيده للبلاد وإخضاع القبائل المتمرّدة وباعتماده على الأمحال الرّدعية التّي ضمّت عناصر محلّية وأخرى وافدة من بينها جند التّرك وجند زواوة أصيلي بلاد القبائل وجبالها في إيالة الجزائر. وعلى هذا النّحو، تمّ تنظيم جند زواوة على منوال جند الترك بتخصيصهم بديوان وبتقديم راتب لهم وبعض الامتيازات الجبائيّة، وبذلك انفتح باب التّنافس والتّزاحم بين زواوة وجند التّرك المتفوّق بحكم أسبقيته في الخدمة والانتساب للأتراك العثمانيين. وهكذا تحوّلت النّظرة لامتيازات جند زواوة ورواتبهم، لقلّتها وتواضعها، مضرب الأمثال وترسّخت في الذّاكرة الجماعيّة صورة الجماعة مهضومة الحق: " كعسكر زواوة مقدمين في الشّقاء متأخّرين في الرّاتب"