

ISBN: 9789938611243
التجربة التونسية كانت وما تزال مختلفة، فمستويات الاندماج اللغوي والديني والثقافي والتاريخي عالية جدّا، رغم الفروقات الدينية والمذهبية الطفيفة التي يجسدّها إباضية جزيرة جربة وقلّة من اليهود والمسيحيين. ولم يفلح في اختراق ذلك الاندماج بعث الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية منذ سنة 2011 وما تلقاه من دعم من المنظمات البربرو- أمازيغية الدولية، أو تأسيس حزب آكال الأمازيغي.
فقد بقي الحضور البربرو- أمازيغي في تونس معلّقا أسير منتديات النخب « المتأمزغة »، دون معرفة بالأمازيغية لغة وتاريخا، لا يمتلك عمقا شعبيا، أو حضورا مؤسساتيا في صلب الدولة، حتى لا تكاد الأغلبية الساحقة من التونسيين تفقه معنى كلمة بربر أو أمازيغ، أو تفطن إلى وجود ناطقين بالشلحة، من حيث اللهجة البربرية السائدة لدى سكان بعض القرى الجبلية بالجنوب التونسي، وهي قرى كثيرا ما تعبّر عن نفسها بواسطة مخزونها التراثي، إذ لا أثر للأمازيغية في المناسبات السياسية والانتخابية الكثيرة، وما صاحبها من حملات ومهرجانات وتجمّعات دعائية، عرفتها تونس بعد 2011، ولا وجود لها في الإعلام ومؤسساته المكتوبة والمسموعة والمرئية إلا اللمم.