- Neuf


ISBN: 9784561237894
"رواية جديدة للكاتبة أميرة غنيم ، لعلّها مواصلة لمنهج أو مشروع يمتح من التاريخ ، كانت بدايته مع « نازلة دار الأكابر » ثم « تراب سخون » ، و الرواية الأخيرة تناولت فيها رحلة حياة الماجدة وسيلة بورقيبة منذ طفولتها إلى آخر لقاء مع الزعيم الحبيب بورقيبة في منفاه الأخير بدار الوالي بالمنستير أو سجنه الأخير بعد الإنقلاب الطبي فجر السابع من نوفمبر 1987 على يد الجنيرال زين العابدين بن علي ، ممّا جعلها تعيش خوفا مزدوجا حين بلغها خبر الإنقلاب فتقول :
« لما بلغني الخبر ، و أنا وحيدة في شقتي بباريس فجر السابع من نوفمبر ، تنازعتني مشاعر متناقضة. جزع على الشيخ المغدور من أيام مريرة تنتظره ، و راحة من قفز بمظلّة النجاة قبل شعرة من سقوط الطائرة ، اختلطت مشاعري فلم أدر أأحزن لانقضاض الجدار الذي أنفقت عمرا أصدّ عنه المعاول ، أم أفرح لأنّي لم أكن تحته إذ انهار » ( تراب سخون ص 49 )
ربما هي رحلة وسيلة الأخيرة إلى بورقيبة في محاولة منها لإنقاذه من نزف « وحمته » و إنقاذ عرشه المسلوب
و هو الذي استعجلها في القدوم إليه مخاطبها قائلا : « فهلمّي سريعا لإنقاذ الذي يبقى بعد أن يفنى كل شيء » ( تراب سخون ص 137 ) . و ها أنّ وسيلة سبقته إلى الفناء بسنة
و لحقها في 06 أفريل 2000 ليموت عظيما ، فالعظماء يموتون في أفريل ، و بورقيبة أحد عظماء القرن العشرين ،
و لكن يبقى السؤال المطروح كيف قضّى هذا الرجل العظيم سنوات زوال عرشه و تنحيته عن كرسيّ الحكم ؟
ثلاثة عشر عاما من العزلة بين جدران دار الوالي قضّاها جيئة و ذهابا بين الحديقة و غرفة النوم ، تحدّثت عنها « سعاد الكامل » ( إحدى شخصيات تراب سخون الرئيسية) و لكنّ حديثها لم يشبع نهم أميرة غنيم السّردي ، فإذا بها تعيد لنا صياغة الحكاية منقولة على لسان الزعيم وهو على فراش الموت حيث تحضر الإنسان جميع ذكرياته فيتلوها فخرا
أو تداعيا حرّا على سبيل التطهّر منها ، و ربّما هو ما ستقدمه لنا أميرة غنيم في هذه الرواية الجديدة لتبرز لنا عوالم من شخصية الحبيب بورقيبة بما فيها من متناقضات لا تغفل منه الجانب الإنساني و كذلك الزعاماتي- النرجسي لرجل مازال رغم مرور 25 عاما على وفاته يشغل الناس وهو الذي قيل فيه : « يخرج مالمستير دنفير فيه الأمم تحير »
محمد أحمد مخلوف