لقد استعرض الباحث الأستاذ بن شعبان عند تعرّضه لردهات المؤتمرات الأربعة الأولى من 1953 إلى 1956 إلى الدودة التي نخرت الثمرة وهي نزوع الحزب الدستوري إلى احتواء المنظمة التي ولدت في رحم الح ركة التحريرية التي كان يقودها. فكانت معركة الاستقلالية التي لم تحسم إلا في مؤتمر المهدية عام 1969 وكانت النتيجة الغير منتظرة من طرف النظام البورقيبي والتي اختزلها المؤلف في تساؤل شبه سريالي كيف تتحوّل مدرسة لإطارات الدولة إلى مدرسة معارضين للدولة؟. لم يستسغ الحكام أن يكون الطلبة متقدّمين في آرائهم وفي مواقفهم وأن يدفعوا أحيانا ثمنا باهظا من أجل التعبير عنها وتجسيمها. في المحصّلة يمكن القول تأسّيا بأبي حيّان التوحيدي: إنّ رؤى المتقدّمين إنّما هي كمثل المشكاة فيها مصباح يضيء الطريق أمام المتأخرين. عيسى البكوش
Auteur
عبد الرحمان بن شعبان
Editeur
Nirvana
Langue
arabe
Nombre de pages
98
Date de parution
2019